UOTE]قال تعالى : { وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين * قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ماهي قال إنه يقول إنها بقرة لافارض ولابكر عوان بين ذلك فافعلوا ماتؤمرون * قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين * }
الخ ......
سورة البقرة : 67-73
قال ابن عباس وعبيدة السلماني وابو العاليه ومجاهد والسدي وغير واحد من السلف :
كان رجل في بني إسرائيل كثير المال وكان كبيرا وله بنو أخ وكانوا يتمنون موته ليرثوه فعمد أحدهم فقتله في الليل وطرحه في مجمع الطرق ، ويقال على باب رجل منهم ، فلما أصبح الناس اختصموا فيه وجاء ابن أخيه فجعل يصرخ ويتظلم ، فقالوا مالكم تختصمون ولا تأتون نبي الله ، فجاء ابن أخيه فشكى أمر عمه إلى رسول الله موسى فقال : موسى عليه السلام : أنشد الله رجلا عنده علم من أمر هذا القتيل إلا أعلمنا به ، فلم يكن عند أحد منهم علم منه وسألوه أن يسأل في هذه القضية ربه عزوجل ، فسأل ربه عزوجل في ذلك ، فأمره الله أن يأمرهم بذبح بقرة ، فقال : { إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا } يعنون نحن نسألك عن أمر هذا القتيل وأنت تقول هذا : { قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين } أي : أعوذ بالله أن أقول عنه غير ما أوحي إلي . وهذا هو الذي أجابني حين سألته عما سألتموني عنه أن أسأله فيه .
قال ابن عباس وعبيدة ومجاهد وعكرمه والسدي وابو العاليه وغير واحد ، فلو أنهم عمدوا إلى أبي بقرة فذبحوا لحصل المقصود منها، ولكنهم شددوا فشدد عليهم .
وقد ورد فيه حديث مرفوع ، وفي إسناده ضعف فسألوا عن صفتها ثم عن لونها ثم عن سنها فأجيبوا بما عز وجوده عليهم . وقد ذكرنا في تفسير ذلك كله في التفسير .
والمقصود : أنهم أمروا بذبح بقرة عوان وهي الوسط بين النصف الفارض وهي الكبيرة ، والبكر وهي الصغيرة ، قاله ابن عباس ومجاهد وابوالعاليه وعكرمه والحسن وقتادة وجماعه .
ثم شددوا وضيقوا على أنفسهم فسألوا عن لونها فأمروا بصفراء فاقع لونها أي مشرب بحمرة تسر الناظرين . وهذا اللون عزيز . ثم شددوا أيضا : { قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ماهي إن البقرة تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون } { قال إنه يقول إنها بقرة لاذلول تثير الأرض ولاتسقي الحرث مسلمه لاشية فيها قالوا الئن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون }
وهذه الصفات أضيق مما تقدم حيث أمروا بذبح بقرة ليست بالذلول وهي المذللة بالحراثة وسقي الأرض بالسانيه مسلمة وهي الصحيحه التي لاعيب فيها . قاله أبو العاليه وقتادة
وقوله : { لاشية فيها } أي : ليس فيها لون يخالف لونها بل هي مسلمة من العيوب ومن مخالطة سائر الألوان غير لونها فلما حددها بهذه الصفات وحصرها بهذه النعوت والأوصاف { قالوا الئن جئت بالحق } ويقال : إنهم لم يجدوا هذه البقرة بهذه الصفه إلا عند رجل منهم ، كان بارا بأبيه فطلبوها منه فأبى عليهم فأرغبوه في ثمنها حتى أعطوه فيها
ذكره السدي بوزنها ذهبا فأبى عليهم حتى أعطوه بوزنها عشر مرات فباعها منهم فأمرهم نبي الله موسى بذبحها { فذبحوها وما كادوا يفعلون } أي : وهم يترددون في أمرها ثم أمرهم عن الله أن يضربوا ذلك القتيل ببعضها . قيل بلحم فذبحها .
وقيل : بالعظم الذي يلي الغضروف . وقيل : بالبضعه التي بين الكتفين فلما ضربوه ببعضها أحياه الله تعالى فقام وهو يشخب أوداجه فسأله نبي الله من قتلك قال قتلني ابن أخي ثم عاد ميتا كما كان قال تعالى : { كذلك يحيي الله الموتى ويريكم ءاياته لعلكم تعقلون } أي كما شاهدتم إحياء هذا القتيل عن أمر الله له ، كذلك أمره في سائر الموتى إذا شاء إحياءهم في ساعة واحدة كما قال : { ماخلقكم ولابعثكم إلا كنفس واحدة }
وتم بحمد الله
وشكرا[/QUOTE][/quote]
